Thursday, May 17, 2012

مضى قتيبة بن مسلم من بلخ فعبر النهر ثم أتى شومان وقد تحصن ملكها فوضع عليه المجانيق ورمى حصنه فهشمه



روى الطبرى قال

أن فيلسنشب باذق وقال بعضهم قيسبشتان ملك شومان طرد عامل قتيبة سنة إحدى وتسعين ومنع الفدية التي صالح عليها قتيبة فبعث إليه قتيبة عياشا الغنوي ومعه رجل من نساك أهل خراسان يدعوان ملك شومان إلى أن يؤدي الفدية على ما صالح عليه قتيبة فقدما البلد فخرجوا إليهما فرموهما فانصرف الرجل وأقام عياش الغنوي فقال أما ها هنا مسلم فخرج إليه رجل من المدينة فقال أنا مسلم فما تريد قال تعينني على جهادهم قال نعم فقال له عياش كن خلفي لتمنع لي ظهري فقام خلفه وكان اسم الرجل المهلب فقاتلهم عياش فحمل عليهم فتفرقوا عنه وحمل المهلب على عياش من خلفه فقتله فوجدوا به ستين جراحة فغمهم قتله وقالوا قتلنا رجلا شجاعا 

وبلغ قتيبة فسار إليهم بنفسه وأخذ طريق بلخ فلما أتاها قدم أخاه عبد الرحمن واستعمل على بلخ عمرو بن مسلم وكان ملك شومان صديقا لصالح بن مسلم فأرسل إليه صالح رجلا يأمره بالطاعة ويضمن له رضا قتيبة إن رجع إلى الصلح فأبى وقال لرسول صالح ما تخوفني به من قتيبة وأنا أمنع الملوك حصنا أرمي أعلاه وأنا أشد الناس قوسا وأشد الناس رميا فلا تبلغ نشابتي نصف حصني فما أخاف من قتيبة فمضى قتيبة من بلخ فعبر النهر ثم أتى شومان وقد تحصن ملكها فوضع عليه المجانيق ورمى حصنه فهشمه فلما خاف أن يظهر عليه ورأى ما نزل به جمع ما كان له من مال وجوهر فرمى به في عين في وسط القلعة لا يدرك قعرها 

قال ثم فتح القلعة وخرج إليهم فقاتلهم فقتل وأخذ قتيبة القلعة عنوة فقتل المقاتلة وسبى الذرية ثم رجع إلى باب الحديد فأجاز منه إلى كس ونسف وكتب إليه الحجاج أن بكس وانسف نسف وإياك والتحويط ففتح كس ونسف وامتنع عليه فرياب فحرقها فسمسيت المحترقة وسرح قتيبة من كس ونسف أخاه عبد الرحمن بن مسلم إلى السغد إلى طرخون فسار حتى نزل بمرج قريبا منهم وذلك في وقت العصر فانتبذ الناس وشربوا حتى عبثوا وعاثوا وأفسدوا فأمر عبد الرحمن أبا مرضية مولى لهم أن  يمنع الناس من شرب العصير فكان يضربهم ويكسر آنيتهم ويصب نبيذهم فسال في الوادي فسمي مرج النبيذ فقال بعض شعرائهم 

... أما النبيذ فلست أشربه ... أخشى أبا مرضية الكلب ... 

... متعسفا يسعى بشكته ... يتوثب الحيطان للشرب ... 

فقبض عبد الرحمن من طرخون شيئا كان قد صالحه عليه قتيبة ودفع إليه رهنا كانوا معه وانصرف عبد الرحمن إلى قتيبة وهو ببخارى فرجعوا إلى مرو فقالت السغد لطرخون إنك قد رضيت بالذل واستطبت الجزية وأنت شيخ كبير فلا حاجة لنا بك قال فولوا من أحببتم قال فولوا غوزك وحبسوا طرخون فقال طرخون ليس بعد سلب الملك إلا القتل فيكون ذلك بيدي أحب إلي من أن يليه مني غيري فاتكأ على سيفه حتى خرج من ظهره قال وإنما صنعوا بطرخون هذا حين خرج قتيبة إلى سجستان وولوا غوزك

المصدر: تاريخ الطبرى


No comments:

Post a Comment