Tuesday, June 19, 2012

أصاب الجند في غزاة الختل جوع شديد فبعث أسد بكبشين مع غلام له وقال لا تبعهما بأقل من خمسمائة



روى الطبرى قال

فى سنة ثمان ومائة غزا أسد بن عبد الله الختل فذكر أن خاقان أتى أسدا وقد انصرف إلى القواديان وقطع النهر ولم يكن بينهم قتال في تلك الغزاة وذكر عن أبي عبيدة أنه قال بل هزموا أسدا وفضحوه فتغنى عليه الصبيان ... أز ختلان آمذي ... بروتباه آمذي ... 

قال وكان السبل محاربا له فاستجلب خاقان وكان أسد قد أظهر أنه يشتو بسرخ دره فأمر أسد الناس فارتحلوا ووجه راياته وسار في ليلة مظلمة إلى سرخ دره فكبر الناس فقال أسد ما للناس قالوا هذه علامتهم إذا قفلوا فقال لعروة المنادي ناد إن الأمير يريد غورين ومضى وأقبل خاقان حين انصرفوا إلى غورين النهر فقطع النهر فلم يلتق هو ولا هم ورجع إلى بلخ فقال الشاعر في ذلك يمدح أسد بن عبد الله 

... ندبت لي من كل خمس ألفين ... من كل لحاف عريض الدفين ... 

قال ومضى المسلمون إلى الغوريان فقاتلوهم يوما وصبروا لهم وبرز رجل من المشركين فوقف أمام أصحابه وركز رمحه وقد أعلم بعصابة خضراء وسلم بن أحوز واقف مع نصر بن سيار فقال مسلم لنصر قد عرفت رأي أسد وأنا حامل على هذا العلج فلعلي أن أقتله فيرضى فقال شأنك فحمل عليه فما اختلج رمحه حتى غشيه سلم فطعنه فإذا هو بين يدي فرسه ففحص برجله فرجع سلم فوقف فقال لنصر أنا حامل حمله أخرى فحمل حتى إذا دنا منهم اعترضه رجل من العدو فاختلفا ضربتين فقتله سلم فرجع 

سلم جريحا فقال نصر لسلم قف لي حتى أحمل عليهم فحمل حتى خالط العدو فصرع رجلين ورجع جريحا فوقف فقال أترى ما صنعنا يرضيه لا أرضاه الله فقال لا والله فيما أظن وأتاهما رسول أسد فقال يقول لكما الأمير قد رأيت موقفكما منذ اليوم وقلة غنائكما عن المسلمين لعنكما الله فقالا آمين إن عدنا لمثل هذا وتحاجزوا يومئذ ثم عادوا من الغد فلم يلبث المشركون أن انهزموا وحوى المسلمون عسكرهم وظهروا على البلاد فأسروا وسبوا وغنموا وقال بعضهم رجع أسد في سنة ثمان ومائة مفلولا نت الختل فقال أهل خراسان ... أزختلان آمذي برو تباه آمذي ... بيدل فراز آمذي ... 

قال وكان أصاب الجند في غزاة الختل جوع شديد فبعث أسد بكبشين مع غلام له وقال لا تبعهما بأقل من خمسمائة فلما مضى الغلام قال أسد لا يشتريهما إلا ابن الشخير وكان في المسلحة فدخل ابن الشخير حين أمسى فوجد الشاتين في السوق فاشتراهما بخمسمائة فذبح إحداهما وبعث بالأخرى إلى بعض إخوانه فلما رجع الغلام إلى أسد أخبره بالقصة فبعث إليه أسد بألف درهم 

قال وابن الشخير هو عثمان بن عبد الله بن الشخير أخو مطرف بن عبد الله بن الشخير الحرشي 

المصدر: تاريخ الطبرى

No comments:

Post a Comment