Tuesday, January 24, 2012

اقتتلوا على الماء فى صفين وأحق ما يقتتل عليه الناس الماء فهو الحياة


روى الطبرى قال
عن جندب بن عبدالله قال إنا لما انتهينا إلى معاوية وجدناه قد عسكر في موضع سهل أفيح قد اختاره قبل قدومنا إلى جانب شريعة في الفرات ليس في ذلك الصقع شريعة غيرها وجعلها في حيزه وبعث عليها أبا الأعور يمنعها ويحميها فارتفعنا على الفرات رجاء أن نجد شريعة غيرها نستغني بها عن شريعتهم فلم نجدها فأتينا عليا فأخبرناه بعطش الناس وأنا لا نجد غير شريعة القوم قال فقاتلوهم عليها فجاءه الأشعث بن قيس الكندي فقال أنا أسير إليهم فقال له علي فسر إليهم فسار وسرنا معه حتى إذا دنونا من الماء ثاروا في وجوهنا ينضحوننا بالنبل ورشقناهم والله بالنبل ساعة ثم اطعنا والله بالرماح طويلا ثم صرنا آخر ذلك نحن والقوم إلى السيوف فاجتلدنا بها ساعة ثم إن القوم أتاهم يزيد بن أسد البجلي ممدا في الخيل والرجال فأقبلوا نحونا فقلت في نفسي فأمير المؤمنين لا يبعث إلينا بمن يغني عنا هؤلاء فذهبت فالتفت فإذا عدة القوم أو أكثر قد سرحهم إلينا ليغنوا عنا يزيد بن أسد وأصحابه عليهم شبث بن ربعي الرياحي فوالله ما ازداد القتال إلا شدة وخرج إلينا عمرو بن العاص من عسكر معاوية في جند كثير فأخذ يمد أبا الأعور ويزيد بن أسد وخرج الأشتر من قبل علي في جمع عظيم فلما رأى الأشتر عمرو بن العاص يمد أبا الأعور ويزيد بن أسد أمد الأشعث بن قيس وشبث بن ربعي فاشتد قتالنا وقتالهم فما أنسى قول عبدالله بن عوف بن الأحمر الأزدي ... خلوا لنا ماء الفرات الجاري ... أو اثبتوا لجحفل جرار ... لكل قرم مستميت شاري ... مطاعن برمحه كرار ... ضراب هامات العدا مغوار ... 

المصدر: تاريخ الطبرى

No comments:

Post a Comment