روى المقريزى قال
قال أبو جعفر أحمد بن محمد المرورذي:
كنت مع المنصور في اليوم الذي أظهره الله ، وهزمه، فتقدمت إليه، وسلمت عليه، وقبلت يده، ودعوت له بالنصر والظفر، فأمرني بالركوب وقد جمع عليه سلاحه وآلة حربه، وتقلد سيف جده ذا الفقار، وأخذ بيده رمحين فحدثته ساعة، فجال به الفرس، ورد أحدهما إلى يده اليسرى، فسقط إحدى الرمحين من يده إلى الأرض، فتفاءلت له بالظفر، ونزلت مسرعا، فرفعت الرمح من الأرض، ومسحته بكمي، فرفعته إليه، وقبلت يده، وقلت:
فألقت عصاها واستقرّ بها النوى ... كما قرّ عيناً بالإياب المسافر
فأخذ المنصور الرمح من يدي وقال: هلا قلت ما هو خير من هذا وأصدق ؟.
قال، قلت: وما هو ؟.
قال: قال الله عز وجل: " وأَوْحَيْنا إلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فّإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يأْفِكون؛ فَوَقَعَ الحقُّ وبَطَلَ ما كانوا يَعْمَلُون، فغُلِبوا هُنالِكَ وانقَلَبُوا صاغرينَ " .
قال: فقلت: يا مولانا: أنت ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإمام الأمة، عليكم نزل القرآن، ومن بيتكم درجت الحكم، فقلت أنت بما عندك من نور النبوة، وقال عبدك بما بلغه من علمه ومعرفته بكلام العرب وأهل الشعر.
وكان الأمر كما قال، فما هو إلا أن أشرف على عسكر أبي يزيد حتى ضرب الله في وجوههم، فقتلوا، وأحرق عسكرهم وخيامهم بالنار، وولى أبو يزيد في بقية أصحابه خائبين إلى داخل المغرب.
المصدر: اتعاظ الحنفاء للمقريزى
No comments:
Post a Comment