الأعشى أعشى بنى همدان فى محكمة الحجاج بن يوسف الثقفى
أتي الحجاج بالأعشى أعشى همدان فقال أيه يا عدو الله أنشدني قولك بين الأشج وبين قيس أنفذ بيتك قال بل أنشدك ما قلت لك قال بل أنشدني هذه فأنشده ... أبى الله إلا ان يتمم نوره ... ويطفئ نور الفاسقين فيخمدا ... ويظهر أهل الحق في كل موطن ... ويعدل وقع السيف من كان أصيدا ... وينزل ذلا بالعراق وأهله ... لما نقضوا العهد الوثيق الموكد ... وما أحدثوا من بدعة وعظيمة ... من القول لم تصعد إلى الله مصعدا ... وما نكثوا من بيعة بعد بيعة ... إذا ضمنوها اليوم خاسوا بها غدا ... وجبنا حشاه ربهم في قلوبهم ... فما يقربون الناس إلا تهددا ... فلا صدق في قول ولا صبر عندهم ... ولكن فخرا فيهم وتزيدا ... فكيف رأيت الله فرق جمعهم ... ومزقهم عرض البلاد وشردا ... فقتلاهم قتلى ضلال وفتنة ... وحيهم أمسى ذليلا مطردا ... ولمازحفنا لابن يوسف غدوة ... وأبرق منا العارضان وأرعدا ... قطعنا إليه الخندقين وإنما ... قطعنا وأفضينا إلى الموت مرصدا ... فكافحنا الحجاج دون صفوفنا ... كفاحا ولم يضرب لذلك موعدا ... بصف كأن البرق في حجراته ... إذا ما تجلى بيضه وتوقدا ...
حتى بلغ قوله ..
كذاك يضل الله من كان قلبه ... مريضا ومن والى النفاق وألحدا
فقد تركوا الأهلين والمال خلفهم ... وبيضا عليهن الجلابيب خردا ... ينادينهم مستعبرات إليهم ... ويذرين دمعا في الخدود وإثمدا ... فإلا تناولهن منك برحمة ... يكن سبايا والبعولة أعبدا ... أنكثا وعصيانا وغدرا وذلة ... أهان الإله من أهان وأبعدا ... لقد شأم المصرين فرخ محمد ... يحق وما لاقى من الطير أسعدا ... كما شأم الله النجير وأهله ... بجد له قد كان أشقى وأنكدا ...
فقال أهل الشأم أحسن أصلح الله الأمير فقال الحجاج لا لم يحسن إنكم لا تدرون ما أراد بها ثم قال يا عدو الله إنا لسنا نحمدك على هذا القول إنما قلت تأسف ألا يكون ظهر وظفر وتحريضا لأصحابك علينا وليس عن هذا سألناك أنفذ لنا قولك بين الأشج وبين قيس باذح فأنفذها فلما قال بخ بخ لوالده وللمولود قال الحجاج لا والله لا تبخبخ بعدها لأحد أبدا فقدمه فضرب عنقه
المصدر: تاريخ الطبرى
No comments:
Post a Comment