روى المقريزى قال
تبسطت المغاربة في نواحي القرافة والمعافر، فنزلوا في الدور، وأخرجوا الناس من دورهم، ونقلوا السكان وشرعوا في السكنى في المدينة، وكان المعز أمرهم أن يسكنوا في أطراف المدينة، فخرج الناس واستغاثوا إلى المعز، فأمر أن يسكنوا نواحي عين شمس، وركب المعز بنفسه حتى شاهد المواضع التي ينزلون فيها، وأمر لهم بما يبنون به، وهو الموضع الذي يعرف اليوم بالخندق، وخندق العبيد؛ وجعل لهم واليا وقاضيا؛ وأسكن أكثرهم في المدينة مخالطين لأهل مصر، ولم يكن جوهر يبيحهم سكنى المدينة ولا المبيت فيها وحظر ذلك عليهم، وكان مناديه ينادي كل عشية: لا يبينم في المدينة أحد من المغاربة.
وفي يوم عاشوراء انصرف خلق من الشيعة وأتباعهم من المشاهد من قبر كلثم بنت محمد بن جعفر بن محمد الصادق، ونفيسة، ومعهم جماعة من فرسان المغاربة ورجالتهم بالنياحة والبكاء على الحسين، وكسروا أواني السقائين في الأسواق، وشققوا الروايا، وسبوا من ينفق في هذا اليوم، وثارت إليهم جماعة، فخرج إليهم أبو محمد الحسن بن عمار، ومنع الفريقين، ولولا ذلك لعظمت الفتنة، لأن الناس كانوا غلقوا الدكاكين وعطلوا الأسواق، وقويت أنفس الشيعة بكون المعز بمصر.
وكانت مصر لا تخلو من الفتن في يوم عاشوراء عند قبر كلثم وقبر نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب في الأيام الإخشيدية والكافورية، وكان سودان كافور يتعصبون على الشيعة، ويتعلق السودان في الطرق بالناس ويقولون للرجل: من خالك ؟ فإن قال: معاوية أكرموه، وإن سكت لقي المكروه، وأخذت ثيابه وما معه، حتى كان كافور يوكل بأبواب الصحراء، ويمنع الناس من الخروج.
المصدر: اتعاظ الحنفاء للمقريزى
No comments:
Post a Comment