روى الطبرى قال
قال شهرك شهدت عبيدالله بن زياد حين مات يزيد بن معاوية قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أهل البصرة انسبوني فوالله لتجدن مهاجر والدي ومولدي فيكم وداري ولقد وليتكم وما أحصى ديوان مقاتلتكم إلا سبعين ألف مقاتل ولقد أحصى اليوم ديوان مقاتلتكم ثمانين ألفا وما أحصى ديوان عمالكم إلا تسعين ألفا ولقد أحصي اليوم مائة وأربعين الفا وما تركت لكم ذا ظنة أخافه عليكم إلا وهو في سجنكم هذا وإن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية قد توفي وقد اختلف أهل الشام وأنتم اليوم أكثر الناس عددا وأعرض فناء وأغناه عن الناس وأوسعه بلادا فاختاروا لأنفسكم رجلا ترتضونه لدينكم وجماعتكم فأنا أول راض من رضيتموه وتابع فإن اجتمع أهل الشام على رجل ترتضونه دخلتم فيما دخل فيه المسلمون وإن كرهتم ذلك كنتم على جديلتكم حتى تعطوا حاجتكم فما بكم إلى أحد من أهل البلدان حاجة وما يستغني الناس عنكم
فقامت خطباء أهل البصرة فقالوا قد سمعنا مقالتك أيها الأمير وإنا والله ما نعلم أحدا أقوى عليها منك فهلم فلنبايعك فقال لا حاجة لي في ذلك فاختاروا لأنفسكم فأبوا عليه وأبى عليهم حتى كرروا ذلك عليه ثلاث مرات فلما أبوا بسط يده فبايعوه ثم انصرفوا بعد البيعة وهم يقولون لا يظن ابن مرجانة أنا نستقاد له في الجماعة والفرقة كذب والله ثم وثبوا عليه
قال أتوا عبيدالله ليلا وهو في دار الإمارة فبلغ ذلك رجلا من الحي من بني سدوس قال فانطلقت فلزمت دار الإمارة فلبثوا معه حتى مضى عليه الليل ثم خرجوا ومعهم بغل موقر مالا قال فأتيت حضينا فقلت مر لي من هذا المال بشيء فقال عليك ببني عمك فأتيت شقيقا فقلت مر لي من هذا المال بشيء قال وعلى المال مولى له يقال له أيوب فقال يا أيوب أعطه مائة درهم قلت أما مائة درهم والله لا أقبلها فسكت عني ساعة وسار هنيهة فأقبلت عليه فقلت مر لي من هذا المال بشيء فقال يا أيوب أعطه مائتي درهم قلت لا أقبل والله مائتين ثم أمر بثلثمائة ثم أربعمائة فلما انتهينا إلى الطفاوة قلت مر لي بشيء قال أرأيت إن لم أفعل ما أنت صانع قلت أنطلق والله حتى إذا توسطت دور الحي وضعت إصبعي في أذني ثم صرخت بأعلى صوتي يا معشر بكر بن وائل هذا شقيق بن ثور وحضين بن المنذر ومالك بن المسمع قد انطلقوا إلى ابن زياد فاختلفوا في دمائكم قال ما له فعل الله به وفعل ويلك أعطه خمسمائة درهم قال فأخذتها ثم صبحت غاديا على مالك قال وهب فلم أحفظ ما أمر له به مالك قال ثم رأيت حضينا فدخلت عليه فقال ما صنع ابن عمك فأخبرته وقلت أعطني من هذا المال فقال إنا قد أخذنا هذا المال ونجونا به فلن نخشى من الناس شيئا فلم يعطني شيئا
المصدر: تاريخ الطبرى
No comments:
Post a Comment